من أبرز مميزات نظام أندرويد منذ ظهوره كانت حرية تثبيت التطبيقات من خارج متجر بلاي (Sideloading)، وهو ما أتاح للمستخدمين الوصول إلى تطبيقات وخدمات غير متوفرة رسميًا في المتجر. هذه الحرية لن تختفي، لكن جوجل قررت وضع قواعد أكثر صرامة لضمان الأمان.
سياسة جديدة من جوجل لحماية المستخدمين.
أعلنت جوجل في منشور لها عبد مدونتها الرسمية، عن سياسة مطورين جديدة تفرض التحقق الإجباري من التطبيقات التي تُحمَّل خارج متجر بلاي. الهدف هو الحد من انتشار البرمجيات الضارة، خاصة مع الإحصائيات التي تشير إلى أن احتمالية وجود برمجيات خبيثة في التطبيقات خارج المتجر أكبر بـ 50 مرة من تطبيقات بلاي، قالت جوجل إن التحميل الجانبي “لن يختفي أبدًا”، مع ذلك فقد أقرّت بأن أيام ملفات APK غير المُتحقق منها قد ولت.
كيف سيعمل نظام التحقق الجديد؟
حاليًا، يقوم أندرويد بخطوات أساسية مثل التحقق من اسم الحزمة عبر Package Name وفحص التطبيقات بواسطة Google Play Protect. ابتداءً من العام القادم ستضاف خطوة جديدة:
- أي تطبيق يُوزَّع خارج متجر بلاي يجب أن يمتلك توقيعًا رقمياً موثقًا مرتبطًا بالهوية الحقيقية للمطور.
- إذا قام مطوّر بتوزيع تطبيق ضار، يمكن لجوجل إلغاء الشهادة فورًا ووقف عمل التطبيق على جميع الأجهزة.
- بالنسبة للمستخدم العادي، لن يتمكن هاتف أندرويد معتمد بعد الآن من تثبيت ملفات APK غير موقعة.
ماذا عن المطورين والمصادر البديلة؟
رغم أن أدوات التطوير مثل Android Studio أو التثبيت عبر ADB ستظل تعمل للاختبارات المحلية، فإن التطبيقات الموجهة للمستخدمين ستحتاج إلى الالتزام بالتحقق الجديد.
هذا القرار أثار قلق بعض المصادر البديلة مثل F-Droid، فقد تتأثر نحو 30% من تطبيقاتها التي تتجاوز 4000 تطبيق، إذا كانت قواعد التحقق صارمة جدًا.
الجدول الزمني للتنفيذ
جوجل حددت مراحل واضحة لتطبيق السياسة الجديدة:
- أغسطس 2025: الإعلان عن المتطلبات.
- أكتوبر 2025: بدء التجربة المبكرة بدعوات عبر Play Console.
- مارس 2026: فتح عملية التحقق لجميع المطورين.
- سبتمبر 2026: بدء التطبيق الإلزامي أولًا في دول محددة (البرازيل، إندونيسيا، تايلاند، سنغافورة).
- 2027 وما بعده: التوسع التدريجي إلى جميع أنحاء العالم.
هل تفقد أندرويد هويتها المفتوحة؟
قرار جوجل الجديد، أحدث جدلًا بين المطورين والمستخدمين:
- المؤيدون يرونه خطوة ضرورية لزيادة الأمان وحماية بيانات المستخدمين.
- المعارضون يخشون أن يقود ذلك إلى نموذج أقرب لسياسة أبل “المغلقة” ويحد من حرية أندرويد التي عُرفت بها.
بينما تؤكد جوجل أن هذه السياسة الجديدة لا تهدف إلى إنهاء الحرية التي ميّزت أندرويد، بل إلى إيجاد توازن بين حرية الاختيار والحماية. ويبقى السؤال: هل سيتقبل المطورون والمستخدمون هذه التغييرات، أم ستثير المزيد من المقاومة عند بدء التنفيذ؟
