هيونداي تطلق مصنعًا في الجزائر بقيمة أولية 200 مليون دولار: شراكة استراتيجية مع مجموعة بهوان.


تشهد الساحة الصناعية في شمال إفريقيا تطورًا لافتًا، حيث أعلنت هيونداي، بالتعاون مع مجموعة بهوان، عن استثمار أولي بقيمة 200 مليون دولار قابلة للزيادة، لإطلاق مشروع مصنع جديد لتجميع وتصنيع سيارات العلامة التجارية الكورية الجنوبية هيونداي في الجزائر. هذا المشروع الطموح يأتي مدفوعًا بديناميكية السوق المحلي، وشراكات استراتيجية، ودعم كامل من الحكومة الجزائرية، دعونا نستعرض بقية التفاصيل.
هيونداي تطلق مصنعًا في الجزائر بقيمة أولية 200 مليون دولار
مصنع هيونداي بتيارت.


الرئيس تبون يمهّد الطريق للاستثمار

ليس من المعتاد أن يدعم رئيس دولة مشروعًا تجاريًا بهذا الشكل المباشر، لكن الرئيس عبد المجيد تبون، إلى جانب وزارتي الصناعة والتجارة، قدّموا تسهيلات كاملة للمشروع. ووفقًا لما صرّح به سعد بن سهيل بهوان، الرئيس التنفيذي لقطاع السيارات في مجموعة بهوان، فإن السلطات الجزائرية قد وفّرت "كل التسهيلات اللازمة" لضمان انطلاق المشروع وتنفيذه على مراحل.

ما الذي يشمله هذا الدعم؟

1. تبسيط الإجراءات الإدارية
2. تسريع الموافقات الرسمية
3. تنسيق وثيق مع الشركاء المحليين

كل هذا يعكس مدى جدية الحكومة الجزائرية في أن تصبح مركزًا صناعيًا للسيارات في إفريقيا.

ضخ مبلغ أولي بقيمة 200 مليون دولار... والمزيد لاحقًا

في مرحلته الأولى، سيتلقى المشروع استثمارًا قدره 200 مليون دولار، وهو مبلغ قابل للزيادة مع تقدم مراحل التنفيذ، حيث يُتوقع أن يغطي هذا الاستثمار البنية التحتية والإنتاج المحلي. أما الجهات الرئيسية المشاركة في تمويل هذا المشروع الطموح فهي:

1. هيونداي: الخبرة العالمية والعلامة التجارية
2. مجموعة بهوان: ممثل هيونداي لأكثر من 30 عامًا
3. جهاز الاستثمار العُماني: الممول الاستراتيجي
4. مجموعة مهري: تتولى التوزيع والتسويق في الجزائر

موقع المصنع لم يُحسم بعد

من بين الأمور التي لم تُحسم حتى الآن، تحديد موقع المصنع. ومن بين الخيارات المطروحة، مصنع علامة هيواندي السابق بولاية غيلزان، أو موقع آخر. على كل حال فالخيارات المتاحة تتم مناقشتها حاليًا بين الشركاء العُمانيين والسلطات الجزائرية للوصول إلى موقع يلبي المتطلبات اللوجستية والاقتصادية. "نحن ندرس الخيارات بعناية لضمان اختيار الموقع الأنسب"، حسب ما صرّح به بهوان.

يتكون المشروع من مرحلتين: الاستيراد الآن... والتصنيع لاحقًا، وتنقسم خطة التنفيذ إلى مرحلتين واضحتين:

1. على المدى القصير: استيراد سيارات هيونداي، بمجرد أن تحدد الحكومة الجزائرية حصص استيراد السيارات، سيتم تسويق عدد من طرازات هيونداي في السوق المحلي.

2. على المدى الطويل: التصنيع الكامل مع الانتهاء من تجهيز المصنع، ستبدأ عمليات التجميع محليًا، يليها إنتاج قطع الغيار داخل الجزائر. هذه الخطوة ستسهم في تقليص الاعتماد على الاستيراد وخلق فرص عمل حقيقية.

شراكة محلية مع مجموعة مهري

رغم أن مجموعة بهوان وهيونداي ستقودان عمليات الإنتاج، إلا أن توزيع وتسويق السيارات سيكون من مسؤولية مجموعة مهري الجزائرية. تجدر الإشارة إلى أن دورها يقتصر على التسويق دون التدخل في عملية التصنيع.

هذا المشروع ليس مجرد استثمار مالي، بل هو رؤية استراتيجية. فمع دعم حكومي قوي، وشراكات موثوقة، بافضافة إلى تمويل دولي، وطلب محلي مرتفع على السيارات... لا شك أن مشروع هيونداي بهوان يتقدم بخطوات ثابتة نحو النجاح.

أما المستهلك الجزائري، فهو على موعد مع خيارات أكثر، أسعار منافسة، وتوفر أسرع لواحدة من أكثر العلامات التجارية ثقة في العالم، والمعروفة محليا بفاعليتها ونجاحها.

يمثل مشروع مصنع هيونداي في الجزائر خطوة استراتيجية نحو دعم الاقتصاد المحلي وفتح أبواب جديدة لصناعة السيارات في المنطقة. إنه أكثر من مجرد مصنع... إنه رؤية لعصر جديد من الصناعة في شمال إفريقيا.
ما رأيك في هذا المشروع؟ وهل ترى أن الجزائر جاهزة لصناعة السيارات؟ شاركنا رأيك في التعليقات!

المصدر جريدة الشروق.

google-playkhamsatmostaqltradent