اكتشف سبب حاجة رينو ورينو تراكس لإعادة ملف التصنيع الخاص بهما للامتثال لمعدل الاندماج المحلي 30% في الجزائر، حسب دفتر شروط تصنيع المركبات في السوق الجزائرية.
افتتحت رينو الجزائر للإنتاج مصنعها في وادي تليلات بولاية وهران عام 2014، لكن واجهته عراقيل بدءًا من 2020 استمرت حتى 2022، حين توقف الإنتاج نهائيًا. وفي يونيو 2019، انطلقت رينو تراكس الجزائر في مفتاح بولاية البليدة، قبل أن تُعلق عملياتها أيضًا، فما السبب يا ترى؟ ونحن نرى الكثير من الملفات تتقدم بشكل سريع مقارنة بملف رينو.
![]() |
مصنع شركة رينو |
التحديات التنظيمية: معدل الاندماج 30%
كشف موقع TSA في مقالين منفصلين، نقلا عن وزارة الصناعة أنها قد أصدرت "رأيًا سلبيًا" بشأن طلبَي الشركتين؛ إذ تُلزم اللوائح الحالية الشركات بتحقيق 30% من مكونات الإنتاج محليًا خلال خمس سنوات من بدء التصنيع، و10% في نهاية السنة الثانية، و 20% نهاية السنة الثالثة، فيما لم تخصص رينو أكثر من 15 مليار دينار جزائري لتحيين مصنعها غرب البلاد، وهو رقم ضئيل جدا مقارنة ب 200 مليون يورو لمصنع فيات، أو 400 مليون يورو لمصنع هيواندي.
رد رينو: إعادة تقييم استراتيجي
وبالنسبة لموقف رينو من رد وزارة الصناعة السلبي، أوضح ميشال بيساك، رئيس الغرفة الجزائرية الفرنسية للتجارة والصناعة، في 16 مايو أن الرفض ليس نهائيًا بل هو مجرد دعوة للتعديل: "تلقت رينو ملاحظات مفصلة وتعمل عليها للحصول على ترخيص جديد واستئناف الإنتاج بوادي تليلات. الشركة عازمة على البقاء في السوق الجزائرية." وينطبق الأمر ذاته على رينو تراكس التي عليها تصحيح ملفها وإعادة تقديم الطلب.
لكن لماذا اغلق مصنع رونو بالجزائر؟
نقلا عن موقع الجزائر الآن في حوار له مع وزير الصناعة السابق "آيت علي"، فإن القرار كان حتميا بعد عدم احترام رونو لدفتر شروط 2014، الذي يؤكد على تحقيق نسبة إدماج لا تقل عن 30% بعد 05 سنوات، فيما لم تتجاوز هذه النسبة حدود 04%، كدلالة على عدم جدية المشروع الفرنسي.
هذا ويضيف السيد "آيت علي"، أن الصانع الفرنسي رونو لم يستثمر فعليا مبلغ يتجاوز 10 مليون أورو، أما 160 مليون أورو فكانت عبارة عن قروض من البنك الوطني الجزائري، فيما تمثل حصة رونو في المشروع 49%، فيما تتوزع النسبة المتبقية على المؤوسسات العمومية الجزائري، الخلاصة، على حد تعبير الوزير السابق "مشروع جزائري وليس فرنسيا".
وبين حاجة الجزائر إلى صناعة محلية حقيقة للمركبات، ورغبة رينو للبقاء في هذه السوق الواعدة عبر المراوغة والتحايل، يبقى الحل الوحيد هو إعادة النظر في أهداف الشراكة ومستقبلها، والاستثمار الفعلي في السوق المحلية وتطوير الموردين الجزائريين، بما يمكّن رينو من تحويل هذا التحدي إلى قاعدة لنمو مستدام.